درس نشأة المذهب الأباضي وتطوره
تجدون في هذا الموضوع شرح درس درس نشأة المذهب الأباضي وتطوره ضمن مادة الدراسات الاجتماعية الصف العاشر الفصل الدراسي الثاني
نشأة المذهب الأباضي وتطوره
نشأة المذهب الأباضي
بعد مقتل الإمام عبدالله بن وهب الراسبي في معركة النهروان تولى الإمام أبو بلال مرداس بن حديد التميمي قيادة المحكمة ، ولم يكن مرتاحاً لما حدث بين المسلمين من خلاف وفتنة ، فكان يرى أن القتال بين أتباع العقيدة الإسلامية السمحة أمر غير مقبول ، لذلك أثر الانسحاب مع جماعته إلى مدينة البصرة ، حيث أقام هناك مع أبناء عمومته من قبيلة تميم .
وفي مدينة البصرة قام أبو بلال بنشر آرائه ومبادئه التي تدعو إلى التسامح وحقن الدماء ودرء الفتن ، فأنكر قتل المخالفين، ودعا أتباعه أن لا يقاتلوا أحدا ، فانضم إليه عدد كبير منهم ، حتى أصبح لجماعة المحكمة شأن كبير في البصرة، ولكن عبيد الله بن زياد ، والي العراق ، تمكن من ملاحقة أبي بلال وقتله بالأهواز عام ( ٦١ هـ ) .
وفي عام ( ٦٤هـ ) حدث انقسام نهائي في صفوف المحكمة ، فقد مال فريق منهم إلى التطرف، ومال الفريق الآخر إلى الاعتدال ، وهم من أطلق عليهم جماعة القعدة ، الذين آثروا القعود وعدم إشهار السلاح إلا في وجه المعتدين، مع عدم تخليهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن جماعة القعدة ظهرت الأباضية التي أصبح لها شأن كبير في التاريخ الإسلامي.
تعلم : يعد الإمام جابر بن زيد المؤسس الحقيقي للمذهب الأباضي وإليه يرجع الفضل في نشائه وتكوينه إلا أنه نسب إلى عبد الله بن أباض التميمي، الذي كان الناطق العلني للمذهب ، وقد كانت له العديد من المراسلات مع الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان حول المذهب الأباضي ومبادئه وآرائه ومعتقداته . |
تطور المذهب الأباضي
بعد وفاة الإمام أبي الأولى لتطور خلال حث اتباعه على المشاركة في الحياة الاجتماعية الناس. كما عمل على نشر المذهب في أمصار عدة حيث لم يقتصر على البصرة بل انتشر في كل من عمان
بلال اتفق الأباضية على أن يتولى الإمام جابر بن زيد رئاسة دعوتهم في المراحل المذهب في البصرة . وقد قام الإمام جابر بدور كبير في إثراء المذهب ، وذلك من
والنهي عن قتال تعلم :
وحضرموت واليمن. وبعد وفاة الإمام جابر تولي الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة مسؤولية المذهب الأباضي، وعاش المذهب في
عهده فترة من العلاقات السلمية تطورت دينيا وسياسيا واقتصاديا ، فعمل على إلقاء الدروس الدينية لتوعية الناس بأمور مذهبهم ، وكون مدرسة علمية شكل تلاميذها نواة المذهب في الأمصار التي قدموا منها ، وقد عرف هؤلاء التلاميذ بحملة العلم .
الإمام جابر بن زيد هو أبو الشعثاء الجوفي البصري ، من قبيلة اليحمد الأزدية في عمان ، ولد في فرق إحدى قرى ولاية نزوى بعمان ، وقد تعددت الروايات في تحديد سنة ولادته ، لكن جميعها محصور بين عامي (١٨هـ) و (٢٢هـ) . تلقى علومه في البصرة على يد الكثير من الصحابة والتابعين لاسيما عائشة أم المؤمنين. وكانت وفاته عام (٩٣هـ) . |
وفي مطلع القرن الثاني الهجري عمل الإمام أبو عبيدة على تقوية المذهب وتوسيع انتشاره ، وقد ارتكزت أعماله على الآتي :
- استغلال مواسم الحج وسيلة لنشر مبادئ المذهب.
- الإفادة من التجار في نشر المذهب في مناطق متعددة من الأمصار الإسلامية .
- الحث على المودة والإخاء بين اتباع المذهب ،
- والطلب من الأغنياء مساعدة الفقراء .
- التواصل مع أتباع المذهب في الأمصار الأخرى .
- أنشأ بيت مال خاص بأتباع المذهب في البصرة .
تعلم : الإمام أبو عبيدة : هو الإمام مسلم بن أبي كريمة التميمي ، ولد عام ٤٥ هـ، وأخذ العلم عن شيوخ عدة منهم جابر بن زيد وصحار بن العباس العبدي وجعفر بن السماك ، أصبح مرجع المذهب الأباضي بعد موت الإمام جابر، عاش فقيرا وعمل بصناعة القفاف ، وعمر طويلاً ، وتوفي عام ١٤٥هـ . |
التعليقات مغلقة.